بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة لابد منها - ميرغني حسن مساعد -الخرطوم 27/9/2008م
رحيل الرجال
المهندس /عبدالمنعم ابنعـوف
و
الكاتب الصحفي والمحلل السياسي محمد الحسن احمد
الموت نقاد ينتقي اغلى الجـــواهر وفي نهاية الاسبوع المــاضي انتقى اغلى جوهرتين من جـواهر الســودان الغالية فقد كانت الجــــوهرة الاولى هو المناضـل المهنـدس عبدالمنعـــم ابنعـوف الذي كان فارسا للكلمة وللعمل والعطاء بلا حدود ظل قابضا على قضية الشعــب الســـوداني ودعوته لنظــام ديمقراطي نيابي سليم عرفته الساحات في بلاد المهجر وعرفة طلابنا في الهنـد بصفة خـــــاصة وعرفته الجـــالية السودانية في دولة الامــارات العــربية المتحدة
عرفتة مدافعا عن الحق والحقيقة باذلا كل شي في سبيل ابناء السودان وعرفتة بصورة ادق جماهير الحركة الاتحادية عبر عن حزبها الاتحـــادي الديمقراطي رائد الحــركة الوطنية السودانية ، لقد كان عبدالمنعم ابنعوف رحمه الله فارسا صــاحب عطاء وعطاءا مميزا من اجل الســــودان وابنائة والجوهرة الغالية الثانية والتي تسربلت بتراب الوطن هو الاستاذ الراحــــل المقيم محـمـد الحسن احـمد احـد اهــم رموز الصحـــافة الســـودانية في العـصر الحــديث عمـل فيها كثيرا منذ الخمسينيات وتبوأ في مراكزها المختلفة وتقلد اعلى المناصب والمسؤوليات حتى كان له اخيرا وقبل انقــلاب الجبهة الاسلامية جريدة الاضــواء مالكــــا ورئيسا لتحــريرها والتي عطلت ضمن ماعطل من دروب الحياة في السودان بفعل الانقاذ وانقلابها المشــؤوم في 30/6/1989 وهــاجر الى بلاد الله الواسعــة طلبا للحرية وكــانت لندن هي هجرتة ومنها ظل قابضا على جمر القضية باحثا عن حرية شعبة مدافـعـــا عـن الوطن الذي سلـب بيد ابنائة ، ظل محمد الحسن احمد رحمه الله يكتب ويحلل في صــحف الدنيا هنا وهناك من اجل الســـودان رافضا العودة للســــودان،وهذا النظام قابضــــا على السلطة بلا تفويض ديمقراطي حتى عاد للسودان وهو محمول على اعناق الرجال ليواري الثرى في ارض بلاده لتحتضنه كما احتضن مبادئها
والديمقراطية. ونسال الله العلي القدير للمرحومين بإذنه تعالى لقد كان محمد الحسن احمد فارسا للكلمة التي سخرها لقضية الوطن وقضية الحرية
لعبد المنعم أبنعـوف و محمد الحسن أحمد
كل الرحمة والمغفرة وان يتقبلهما قبولا حسنا، وستبقى سيرتهم العطرة ان شاء الله نموذجا حيا يحتذا به للأجيال القـــــادمة... ان رحيلهم بعيدا عن ارض الوطن هو رحيل الرجـال الاوفياء لبلادهم ولمبادئهم ، ولو كانت الدنيا تدوم لأهلها لكان رسول الله صلى الله علية وسلم حيا بــاقيا بين اهـلة وعشـيرتة ..لكنها إرادة الله العلي القــــدير... فقد أدوا رسالة الوطن... رسالة الحرية..رسالة العودة للنظام الديمـــقراطي النيابي السليم من اجل السودان وشعبة
. وسيبقى السودان وشعبة امانة في اعناقنا جميعا
ميرغني مساعد - الخرطوم